الصفحة الأساسية > العربية > خ > خطابة

خطابة

كل اصدارات هذا المقال: [عربي] [français]


يحيل لفظ خطابة إلى عدة معاني. فيمكن أن يدل على كيفية ما (البيان)، على نشاط (النطق بخطبة أمام العامة)، أو على فن الخطابة. أما في الإستعمال الإصطلاحي خطابة تعني"فن الخطابة الهلنستية" بالموازاة مع الفلسفة الهلنستية. ارتبط هذا المعنى بترجمة كتاب الخطابة Rîtûrîqâ لأرسطو إلى العربية، واستقبال التقاليد الإغريقية الكلاسيكية في الثقافة العربية الإسلامية. والخطابة بمعنى أدق يمكن أن تدل على نوع من الإستدلال الخطابي. رغم ذلك يمكن أن نميز فترة سبقت ترجمة كتاب الخطابة لارسطو، وهي الفترة التي وصفها ابن النديم (القرن العاشر) في الفهرست "بالقديمة"، وهي بلا شك سابقة عن أعمال حنين ابن اسحاق (809/873)، وفترة لاحقة لمرحلة الترجمة تلك، اكتسب اللفظ خطابة-مع الحفاظ على معانيه المعروفة تقليديا في الثقافة العربية- معنى خاصا، هذا ما يبرر إدراج فن الخطابة ضمن العلوم الفلسفية، خاصة المنطق. كما لا يجب إغفال التقاطع الذي حدث في فترة ما، بين الخطابة الفلسفية والخطابة العربية الإسلامية.

 الخطابة وفن الخطابة

التعريف المعجمي للفظ خطابة دائما بمعنى الخطبة في الناس خاصية للثقافة العربية. وفي لسان العرب لابن منظور (ت.1311)، اسم فاعل خَطَب/ يخطب والخطيب هو من يخطب على المنبر. وهي أيضا اسم فاعل للفعل خَطُبَ "أصبح مكيناً في الخطبة" يعني حسن الخطبة فصيح اللسان. يستعمل اللفظ إذن إما للدلالة على فعل الخطابة (إلقاء خطبة) أو على الكيفية أي البلاغة. يعرف الفيروزآبادي (ت.1415) في القاموس المحيط، الخطاب فعل من "يخطب على المنبر". الزبيدي (ت.1790) في تاج العروس لا يختلف في تعريفه عن التعاريف السابقة عنه. وتسكت هذه المعاجم عن المعنى الفلسفي للفظ، وتكتفي بالتذكير ضمنيا للعلاقة مع التقليد العربي في الخطبة، والتسمية خطبة سياسية/ دينية خاصة بالمجتمعات العربية الإسلامية. يمكن تأويل هذا الصمت على أنه نوع من المقاومة، ففي المقام الأول إهتم مؤلفوا المعاجم بالنتائج المترتبة عن علم طالما اعتبروه أجنبيا "الفلسفة اليونانية"، في المؤلفات عربية بحتة: علم اللغة. يؤكد حاجي خليفة (ت.1657) على غرابة الفلسفة عن العرب قائلا : "أما العرب فميّالون إلى تأليف الخطب والفلسفة فن غريب عنهم" ( كشف الظنون). تستعمل كلمة "خطابة" غالبا في المصادر الأدبية بمعنى "بيان" تداولا مع لفظ "بلاغة". وفي الكتب المخصصة للبلاغة، يستعمل لفظ خطابة للتعبير عن حسن أداء الخطيب أو فصاحته، ولا توجد أي إشارة إلى معناه الإصطلاحي.

استعمل الجاحظ (ت.869) في البيان والتبيين أحد أهم مصادر فن الخطابة العربية، للتعبير عن البيان، وكذلك اسم لوظيفة الخطيب. فحسب الجاحظ وإن كان فن الخطابة أمرا ضروريا عند كل الشعوب فهو بالنسبة للعرب أكثر أهمية، خاصة عند أهل الحجاز. يبقى تاريخ فن الخطابة العربي الاسلامي وتقنياته ينتظر الكتابة والتوثيق، كما أن الدراسات والأبحاث قليلة (أنظرHalldén 2005 et Qutbuddin 2008) . يقتفي كتاب الجاحظ -بشكل مقتضب- أثر فن وممارسة الخطبة عند العرب ما قبل الإسلام وبعده. كانت الخطبة في الجاهلية، موعظة سياسية خاصة، سجعية (أو نثرية مقفاة)، تلقى على الناس في الساحات العامة. وكان دور الخطيب هو إقناع الناس واستمالتهم والتأثير في نفوسهم، لا سيما حثهم على الذود في حالة الحرب أو العدوان، مرفقا بحركات وإيماءات الخطيب. في بداية الإسلام اكتست وظيفة الخطب صبغة دينية وأصبحت وسيلة دعاية: حافظت على التقنيات نفسها ولكن المواضيع والأهداف تغيرت، للخطبة دور مهم في المجادلات السياسية والإثنية. تعاظم الجدل السياسي والديني في العصر العباسي، عندما حدد دور الخطبة-نهائيا- كأداة سياسية ودينية. خطبة الجمعة هي في الواقع خطاب عن الشرعية السياسية، يلقيها الخليفة أو إمام عيَّنَه السلطان. إذا كانت النشاط الخطبي عرف إنتشارا في كل مكان، فإن الحاجة إلى النظرية في فن الخطابة لم تكن أمراً ملحا لدى العلماء أنذاك. وبالنسبة للخطباء فإن الأمر يتعلق بفن وجب تعلمه أو ربما التفكير فيه، ولكن بطريقة تختلف عن طريقة الفلاسفة، فهو في الواقع دراسة الخطابة بغرض الوعض والخلاص. الكتب المخصصة لتقنيات الخطابة قليلة جدا: مثلا في كتاب القصّاص والمذكرين لابن الجوزي (ت.1201) الذي يتوجه في أخلاق الخطيب. ابن الجوزي نفسه خطيب كبير، وضع كتابين آخرين ضمنهما أمثلة عن الخطباء، ومختلف الألفاظ النافعة للخطيب (Swartz 1999) . كما يرتبط فن الخطابة عند المسلمين-من جهة أخرى- بالفقه، الذي يحدد سلوك الخطيب. فن الخطابة في السياق الإسلامي يعني، المهارة في الخطبة، بينما تحددُّ قواعد سلوك وأخلاقيات الخطاب أمام العامة بواسطة الفقه الإسلامي (Halldén 2005).

 الخطابة والفلسفة اليونانية

تعطي المعاجم الإصطلاحية، وكتب تصنيف العلوم للخطابة معنى شديد الاتصال باستقبال الفلسفة اليونانية في الثقافة العربية. مفاتيح العلوم الذي ألِّفه سنة 977 كاتب الديوان العباسي الخوارزمي بغرض الاستخدام من طرف زملائه، يذكر الخطابة في قسم العلوم الأجنبية التي خصصها للريطوريقا أرسطو: "كتاب في فن الإقناع"، "فن يجعل "الناس تفكر في أشياء خارقة حتى وإن لم يكن لها وجود". أما في كتاب التعريفات للشريف الجورجاني (ت.1413) الذي كتب أيضا في المنطق والنحو، عرّف الخطابة بأنها: "هو قياس مركب من مقدمات مقبولة، أو مظنونة، من شخص معتقد فيه، والغرض منها ترغيب الناس فيما ينفعهم من أمور معاشهم ومعادهم، كما يفعله الخطباء والوعاظ"، وفي هذا التعريف جمع للمعنى الارسطي الذي يرتبط بالمنطق مع معنى الخطبة في الثقافة العربية (Larcher 1998) . هذا التعريف نتيجة التقاطع بين التقاليد العربية للخطاب أين تكون فيه الخطبة من طرف سلطة سياسية أو دينية، مع التقاليد اليونانية رغم أنه للخطبة mutatis، mutandis وظيفة سياسية في حين أنه لا علاقة لها بالدين أو بالخطاب السياسي. أما في كتاب اللغوي والنحوي والقاضي التهانوي (ألفه سنة 1745) كشّاف اصطلاحات الفنون وصف الخطابة بأنها "حيلة اللغة". وحدد بعد ذلك أنها عند "المنطقيين والحكماء" تعني "قياس مؤلف من المظنونات أو منها ومن المقبولات ويسمى قياسا خطابيا أيضاً" (التهانوي، كشاف إصطلاحات الفنون، مكتبة لبنان ناشرون، بيروت، 1996، ص 850)، وكذلك الإقناع "الإقناعي يطلق على الخطابي"، أي البرهان المركب من مقدمات مشهورات وأخرى مظنونات.

لم يعد إنتماء الخطابة لمجال العلوم المنطقية محل شك عند العلماء المسلمين. هذا ما نجده مثلا عند ابن سينا(ت.1037) أحد شراح كتاب ريطوريقا لارسطو، في كتابه "رسالة في أقسام العلوم" عندما يتحدث عن الخطابة يقول أن كتاب الخطابة مخصص لــ: "المقاييس الخطابية البلاغية النافعة في مخاطبة العامة" (Division, trad. Anawati). الخطابة إذن، مسألة منطقية وإقناعية، ولكن هل تخلصت نهائيا من غرض الإثارة الخاص بفن الخطابة في التقاليد العربية الاسلامية، والذي لا نجد له أثرا في هذا التعريف. نقل ابن الأكفاني (ت.1348) هذا التعريف حرفيا في القسم السابع المخصص للريطوريقا الأرسطية، يذكره تحت تسمية "قسم خطابي" ويعني الجزء من المنطق الذي يختص بـــــ "القياس الخطابي". عرف ابن خلدون (ت. 808/1406) الخطابة –بعد ذلك- في الجزء المخصص للعلوم من المقدمة "كتاب الخطابة وهو القياس المفيد ترغيب الجمهور وحملهم على المراد منهم، وما يجب أن يستعمل في ذلك من المقالات" (المقدمة، ص299، http://www.alwarraq.com)، بحصر الخطابة في شكل منطقي دون أن تكون له غاية حماسية، ما يميز استقبال مفهوم الخطابة اليونانية في الفلسفة العربية، هو الاشارة إلى الوظيفة المتناقضة الأصيلة التي عرفتها في الحياة السياسية اليونانية، ويؤكد ابن خلدون على أن "علم الخطابة يختلف عن علم السياسة المدنية".

المعنى الفلسفي للخطابة ناتج عن تأثير تأويلات الفلاسفة العرب للفظ ريطوريقا الأرسطوطاليسية. التي كانت تعني فن الاقناع في المجالين القانوني والسياسي: من خلال البحث في الخطاب العمومي، حسب تطور الخطاب من فكرة إلى أخرى بتبيين منطفه، ولأن الفلاسفة العرب أدرجوه مبالغة في الأورغانون الأرسطوطاليسي وبالتالي الاقتراب منه بشكل فكري ومنطقي بحت (Black 1990)، وفي هذا المعنى إنتقلت الخطابة من "علاقة تفاعل مع المنطق إلى علاقة إحتواء، بعبارة أخرى إنحسار الخطابة ضمن المنطق" (Larcher 1998) . أهم الفلاسفة الذين أسهموا في شرح مفهوم الخطابة فور دخوله إلى الثقافة العربية الإسلامية هم الفرابي (ت.948)، ابن سينا (ت.1037) وابن رشد(ت.1198)، لكل واحد من هؤلاء الفلاسفة شرح أو أكثر لكتاب الخطابة لأرسطو. يعرف الفرابي الخطابة بأنها: "فن برهاني "صناعة قياسية غرضها الاقناع في جميع الأجناس" دون تحري منطقي وعقلي حول الموضوع المراد الإقناع به: بعبارة أخرى، يتعلق الأمر بتقنية وليس بعلم. وهذا ما يجعل الخطابة تستعمل المناهج العامة وليس المناهج الخاصة بالفنون الفردية. القياس الإضماري (قياس مكون من مقدمتين مترابطتين باقتطاع واحدة منهما) (الفرابي)، الذي يعرف من طرف البعض كما رأينا مع الخطابة، يقارنه الفرابي (يسميه الظامر) بقياس خطابي. هذا التعريف نفسه هو ما سيعتمده مؤلفوا المعاجم الإصطلاحية ويذكرونه في تعريفاتهم وسموا الخطابة بالقياس الخطابي، وبشكل عام وجهة النظر المنطقية هي الغالبة على شرح الفرابي الذي يجعل من كتاب الخطابة الأرسطي عملا منطقيا مجرداً. إدراج الخطابة ضمن المنطق الذي قام به الفلاسفة العرب مؤسس على المقابلة بين الأشياء والمحتويات: وكلاهما يهدف إلى الإقناع، واحدة على القياس الإضماري، والأخرى من خلال القياس المنطقي. وعيا منهم بأن الخطابة فن محدود موجه إلى فئة معينة من الناس لأغراض معينة، قد ألح الفلاسفة العرب على الطابع العالمي للخطابة، والذي يجعلها ممكنة التطبيق في مختلف المجالات والمواضيع. كما أنهم تأولوا الابستمولوجيا والمنطق من وجهة نظر غائية واعترفوا للخطابة بسهولة تحصيل أساليبها لكل الناس، دون إعتبار للفروق، أما الكمال العملي والنظري فهو خاص بالفلاسفة فقط (Black 1990).

الإنشتغال الفكري للفلاسفة العرب حول العلاقة بين البرهان المنطقي وتحققه اللّغوي لم يخلو من الأثر على التحاليل النصي. رغم ذلك فإن تأثير ذلك محدود لا يظهر إلا في ثلاث مؤلفات مهمة. وهي الكتب التي تعرف الخطابة بالمعنى "الهلنستي"، الذي يتعارض مع مفهوم الخطابة العربية التي تعني غالبا البلاغة. في كتاب نقد الشعر لــ قدامة ابن جعفر (ت.948) في تمييز الشعر الجيد من الرديء. على الرغم من عدم وضوح الأثر للخطابة والشعر الأرسطي عليه إلا أنه من المؤكد أن هذا الكتاب يحمل أثاراً من الفلسفة اليونانية. يسيطر الجانب السيميائي على محاور الكتاب: فالشعر قول مفعم بالمعاني في لفظ موزون مقفى. يتقاطع البيت الشعري مع غرضه التعبيري، وله ستة أغراض تقابلها ستة أنواع شعرية. ويتم تقييم الشعر على أساس سلسلة من الكيفيات الإيجابية أو السلبية. الأساس النظري لهذا العمل هو التطور في الطريقة : بتحليل الشعر وفقا للمعايير المنجزة، إنطلاقا من العناصر البسيطة وصولا إلى المركبة، من الممكن الحصول على حكم عام إنطلاقا من التقييم الجزئي. هذا الكتاب بمثابة تقنين وجمع لعدد كبير من مصطلحات نقد الشعر العربي، كان محط إعجاب نظراً لطابعه التحليلي والتركيب الذي قام به المؤلف بين التقاليد العربية والمناهج المنطقية اليونانية. لذلك كان له الأثير البالغ في التحاليل النصية اللاحقة. أما الكتاب الثاني فهو "البرهان في وجوه البيان" لاسحاق بن وهب (القرن العاشر)، عرف لوقت طويل تحت عنوان "نقد النثر"، يعالج عددا كبيرا من المواضيع بما فيها المنطق، كما يتطرق للشعر والنثر على حد سواء. فيما يخص النثر يفرق الكاتب بين نوعين من الكلام، الخبر، والطلب، ثنائية معروفة في التقاليد النقدية العربية. أما الشعر فعالجه بطريقة لا تبتعد عن المنظور الأرسطي، بما فيها تبيئ الشاعرية العربية مع أنواع الأبيات الشعرية اليونانية التي ذكرها أرسطو. ما يلاحظ على هذا الكتاب هو تأثره بالمنطق الارسطي أكثر من تأثره بالخطابة. تذكرنا خطابة اسحاق بن وهب بتقاليد البيان العربي ما قبل الإسلام (Larcher 1998) ، التي كانت تستعمل البلاغة من أجل الكلام إلى العامة، لكن دون التدخل الديني وفضله الذي تتحدث عنه التقاليد الإسلامية المتأخرة. الكتاب الأخير هو لابن حزم القرطجني (ت.1285)، تونسي من أصول أندلسية، يعتبر آخر ممثل لتيار المتبني لتأثير الفلسفي في مجال التحليل النصي. في كتابه منهاج البلغاء، يقترح طريقة لإلحاق البلاغة العربية في مجال منطق الخطابة والشعر الأرسطي. بهدف إخراج هذا المنهج من الايطار الفلسفي، فيقلل من ثقل الجانب الخطابي، الذي يغلب عليه البرهان الجدلي بالإنتصار إلى الجانب الشعري. وحل إشكالية حقيقة الشعر التي ناقشها أرسطو وكذلك المؤلفين المذكورين أعلاه، عن طريق إثبات عدم أهمية ذلك في الشعر. لا يهدف الشعر إلى التعريف بالأشياء إنما يسعى إلى تحديد موقف منها عن طريق إستثارة الخيال.

إذا كان لابد من كتابة تاريخ الخطابة العربية الإسلامية كفن، فإن الخطوط العريضة للخطابة ذات الأصل اليوناني التي عولجت بشكل جيد. يعتبر الإدماج الجزئي والحصري للخطابة الهلنستية في الحضارة العربية الاسلامية وإعادة قراءتها برؤية اسلامية، مؤشرا على تقاطع نوعين من التقاليد الثقافية رغم أنهما لم يتداخلا أبدا ولم تنصهر إحداهما في الأخرى كليا.

أنطونيلا غريستي

 بيبليوغرافيا

Sources:
Aristote, Aristotle's Ars rhetorica : The Arabic version : A new edition, with comm. and glossary, M.C. Lyons (ed.), Cambridge, Pembroke Arabic Texts, (1982), 2 vols.
Avicenne (Ibn Sînâ), La Division des sciences intellectuelles d’Avicenne (traduction de G.C. Anawati), « Mélanges de l'Institut dominicain d'études orientales du Caire » 13 (1977), p. 324335.
Avicenne (Ibn Sînâ), al-Shifâ’: al-Khatâba, vol. 1, pt. 8, éd. I. Madkur, Le Caire, al-Hayʾa al-ʿamma li-shuʾûn al-matâbiʿ al-amiriyya,1954.
Averroes (Ibn Rushd), Averroes’ Thrée Short Commentaries on Aristotle’s “Topics”, “Rhetoric” and “Poetics”, ed. et trad. Ch. Butterworth, State University of New York Press, 1977.
Al-Fârâbî, Abû Nasr Muhammad, Al-Fârâbî: deux ouvrages inédits sur la rhétorique, éd. J. Langhade et M. Grignaschi, Beyrouth, Dar el-Machreq, 1971.
Ibn al-Jawzî, Kitab al-Qussâs wa-l-Mudhakkirîn, trad. M. Swartz, Beyrouth, Dâr al-Machreq, 1971.
Ishâq b. Wahb, Naqd al-nathr (al-Burhân fî wujûh al-bayân), Sharaf Hifnî Muhammad (ed.), Le Caire, Maktabat al-sabab, 19.
Al-Qartajannî, Hâzim, Minhâj al-bulaghâʾ, Muhammad al-Habîb Ibn al-Khûja (éd.), Tunis, Dâr al-Kutub al-Sharqiyya, 1966.
Qudâma b. Jaʿfar, The Kitâb Naqd al-shiʿr of Qudâma b. Jaʿfar al-Kâtib al-Baghdâdî, S.A. Bonebakker (ed.), Leiden, Brill, 1956.
Études :
Aouad (M.), « La Rhétorique. Tradition arabe », Dictionnaire des philosophes antiques, ed. R. Goulet, Paris : CNRS, vol. 1, 1994, pp. 455-472 ; « La Rhétorique. Tradition arabe (complements) », Suppl., Paris, CNRS, 2003, p. 219223.
Black (D.), Logic and Aristotle's Rhetoric and Poetics in Medieval Arabic Philosophy, Leiden, Brill, 1990.
Bohas, (G.), Guillaume J.P., Kouloughli, D.E., The Arabic Linguistic Tradition, Georgetown University Press, 2005 (ed. or. Routledge 1990).
Halldén (Ph.), « What is Arab Islamic Rhetoric? Rethinking the History of Muslim Oratory Art and Homiletics », in International Journal of Middle East Studies, 37 (2005), p. 19-38.
Heinrinchs (W.), « Poetik, Rhetorik, Literaturkritik, Metrik und Reimlehre», in H. Gatje (ed.), Grundriss der arabischen Philologie, Bd. 2, Wiesbaden, Ludwig Reichert Verlag, 1987 (en particulier p. 188-190, Die Philosophische Rhetorik und Poetik).
Larcher (P.), « Éléments de rhétorique aristotélicienne dans la tradition arabe hors la falsafa », in La Rhétorique d’Aristote. Traditions et commentaires de l’Antiquité au XVIIe siècle, textes réunis par G. Dahan et I. Rosier-Catach, Paris, Vrin, 1998, p. 241-256.
Qutbuddin (T.), « Khutba. The Evolution of Early Arabic Oration » in B. Grundler-M. Cooperson (ed.), Classical Arabic Humanities in Their Own Terms, Leiden-Boston, 2008, p. 176-273.

Pour citer : Antonella Ghersetti, «Khatâba», in Houari Touati (éd.), Encyclopédie de l’humanisme méditerranéen, hiver 2014, URL =http://www.encyclopedie-humanisme.com/?Khatâba.